وإني حين جعلت في أوراد الصبح (دعاء الإخوان في الله)، ما ظننت أني سأوهب من طاولات الصديقات أو من ثرثرة الطريق، شيئاً مما سيبث في هذا الفضاء، وإذا الزيم تُشدّ أول ما تُشدّ إلى صديق تَشدد به أو إليه موقفك مما يحدث في العالم، أو ما يَحدُث فيك من العالم، ثم تنساق بأمر الله اللغة.
تدوينات قصيرة جداً
تُقرأ في دقيقة
في قاعات البحث وفصول التعلم،، وعلى كراسي الانتظار، وفي مشاوير المواصلات كثيراً ما يواجهني -بما أنا امرأة، سمراء، محجبة- فضول في أعين الناظرين أو أحكام مبطنة في أسئلتهم، عما أتى بي إلى هنا، وعن حياتي. أسئلة تستبطن حكماً على أوطاننا أنها سجون للنساء، أو أن بيوتنا قلاع مانعة، يُضرب عليهن فيها بسور وأقفال.
السّعة، والضيق، والتقلُّل -كذلك- مثل كل المعاني النسبية، مفاهيم ثقافية. الواسع في هذه الثقافة -ابتداءً- هو ما تصفه الجدات بأنه واسع، لا ما تصفه هذه الحضارة الإسمنتية.
بعض المتابعين العرب يظن أن (حصة) اسمٌ للمدونة، ومعناه (حصة مدرسية)، فأقول له: أنه اسمي، وأنه يعني نوعاً من اللؤلؤ في الخليج (هو دون الدانة: كبار اللؤلؤ، وفوق القماش: صغاره). وأن جدّي كان غواصاً، وأنه اسم جدتي. أحوّل الموضوع إلى حصة مدرسية.
تشبه هذه المهمة بالنسبة لي، ما تفعله أنامل سمية حين تغزل بسنارتها نسيجها، أو فعل يد نورة، حين تشكّل عجينها.
كانت أخواتي يعجنّ ويخبزن ويغزلن، أيام كورونا، وكنت أترجم وأحرر، ثم بدا لي أن هذا -بصورة ما- عملٌ من جنس واحد
كنت أنوي أن أكتب تدوينة في التعامل مع الألم: (هل يؤلمك قلبك إذا آلمك قلبك؟) ثم كتبت هذه.
محاولة لفهم دلالة لفظ (التعاطف) بما هو ممارسة ثقافية، فهماً منفكّاً عن سلطة الحداثة، أو الحضارة الغالبة.
والبحث مهدىً إليهما: إلى الذي يهب المواقف فعله لا أقواله، وإلى التي تهب صرامةَ إتقانها إلى التفاصيل!
بلغت أشُدّك وأنت لم تُمنَع يوماً شربة ماء، ولم تُوصد دونك نافذة تطلّ منها إلى السماء؟
واستثمر من المواقف ما ينمو به عقلك وروحك: راقب تجاربك بوعي، وعدّل بوصلة عطائك، افحص حقول تجاربك، لا تبذر في كل أرض، وتخيّر من التربة رحماً جديراً بالزرع، ففي طينة الحقول ما يُغني عن كثبان الرمال، والأرض الولود جديرة بالثمر، ولسنا نَبذُر للطير وإنما لحدائق غِنىً.
ييسر الله لك خيراً تفعله، فتجعل في ضميرك صحبك الذين لم يستطيعوا إلى هذا الخير سبيلا، تمدّ إليهم نياتك: أن يؤجروا بما تفعله، لا ينقص أجورهم عن أجرك شيئاً.