[عن التعلّم المستمر في مجالات منتجة]
أدرس في هذه المرحلة دبلوم منهج Human Givens في الإرشاد النفسي، يشمل ٨ دورات مسجّلة عن دورات حيّة، وعشر دورات حضورية، اجتزت معظمها، وأتوقع أن أنهي المرحلة الثانية من الدبلوم قُبيل عام إن شاء الله.
هذا سيؤهلني لأكون معالِجة (متدربة) في المنهج، وهذا يسمح لي بتقديم جلسات علاج، غير أن هذه ليست خطتي. متحمسة لإتمام التجربة، لا من أجل أن أقدم جلسات، لأني أنوي ابتداءً أن أقدم الجلسات لصواحبي، أتدرب بهن، سيعطيني هذا نطاقاً تطبيقيّا فيه تنوّع جميل.
وأفكر -أيضاً- أن أطوّر من هذه المنهجية لاحقاً لتقديمها للمؤسسات والجهات المهتمة بإدارة الفرق وحل المشكلات.
اجتياز الجزء الثالث من الدبلوم يتطلب إجراء جلسات إرشاد حية، لعدد من الحالات، في أمام لجنة اختبار. تجربة التعلم هذه، عدا أنها تنفعني في تعلّم ما يفيد، تجعل سَيري في الأرض مثمراً، كما أرجو، لئلا يكون السفر ترفاً أو منفعة ذاتية!
تقوم مقاربة (Human Givens) في الإرشاد النفسي على أن ثمة حاجات شعورية/ نفسية أساسية لكل إنسان، وأن عافية النفس تتطلب أن تُلبّى كل من تلك الحاجات تلبية متوازنة، وأن وجود خلل في تلبية تلك الحاجات يورث المرء اختلالاً يمثّل جذراً للمصاعب أو المشكلات النفسية. وأن لكل امرئ مصادر: امكانيات ومواهب.
تقوم فكرة العلاج على ممارسة واضحة بسيطة: أن يفحص المرء إمكانياته، مواهبه، وفرصه، ويلتفت إلى ما يملكه منها ليجري “تعديلات” على واقعه بالاستفادة من هذه الإمكانيات والمتاحات، شيئاً فشيئاً تؤدي هذه التعديلات البسيطة إلى:
(١) سدّ ثغرات صغيرة في نَقْب الحاجات الشعورية؛
(٢) اكتشاف المرء المزيدَ من الامكانيات والمتاحات والفرص.
لا تقوم إجراءات هذه المقاربة على كثير حديثٍ أو “فضفضة”، وإنما على أسئلة بسيطة واضحة ومحددة: تستكشف الإمكانيات، وكيف يمكن الاستفادة منها، ما الذي يمكن عمله من الأشياء والأنشطة لتُسدّ الحاجة النفسية التي إليها يعود جذر المشكلة.
زاوية:
يذكّرني هذا -في وجهٍ منه- بقولة سيدنا عثمان: “كنت أعالج وأُنمّي ولا أزدري ربحاً …”، أن الأشياء الصغيرة المدروسة تُحدِث آثراً مطلوباً ومؤثراً.
“احرص على ما بنفعك، واستعن بالله ولا تعجز”.
رفّ:
في هذه التدوينة روابط متعلقة بالمنهج.
كتبتُ هنا عن السفر وشيء بسيط عن التعلّم.