بلغت أشُدّك وأنت لم تُمنَع يوماً شربة ماء، ولم تُوصد دونك نافذة تطلّ منها إلى السماء؟
حضور
"ولك الساعة التي أنت فيها"
أضع على نوافذي زرعاً، وأعتني بباقات الورد التي أهداها، كلما طرَق الورد بابي أو وصلتني نبتة في أصيص كنت أحاول أن أمدّ من عمرها برعايتها..
ييسر الله لك خيراً تفعله، فتجعل في ضميرك صحبك الذين لم يستطيعوا إلى هذا الخير سبيلا، تمدّ إليهم نياتك: أن يؤجروا بما تفعله، لا ينقص أجورهم عن أجرك شيئاً.
كانت أمي تقول -قولة الأعرابية- أن أحب أبنائها إليها: “الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يعود، والمريض حتى يشفى”.
مشيتُ رويداً في مرحلة الدكتوراه، لأسباب خارجة عن إرادتي، ثم أتممتُ متطلبات الحصول على الدرجة، وإجراءات العودة، وباشرتُ العمل آخر يوم من المدة الأصلية المسموحة (دون تمديد إضافي، تعذّر حصولي عليه، على أني قد سعيت للحصول عليه سابقاً).
مارِسي الرياضة مِثل ممارسة روحانية، مثل خبيئة: بلا ثقل تحرّي النتائج ولا “ظهور” الأثر. مارسيها دون أن يستلبك تحرّي أثرها “الظاهر” على جسدك، مارسيها بانتظام مثل فرض من فروض الجسد.
كنتُ، دائماً، صاحبة أعرض ابتسامة في الصور، وكان هذا، في كثير من الأحيان، يحرجني.
وكان العابرون يسألونني: “لماذا أنتِ سعيدة دائما؟”
لم أكن سعيدة، ابتسامتي عريضة فقط.
يورثك الفقد الذي تواجهك به الحياة رهافة تجاه وجود الأشياء، وتورثك القسوة تقديراً للطف واستشعاراً لإشاراته، ويورثك المنع امتناناً للحظة العطاء.
كلنا يقضي وقتاً طويلا، طويل جداً، ومبالغ فيه أحياناً، على الموبايل. وأنت، في الحقيقة، لو تفحّصت، لوجدتَ أنك إنما تتحرى رسالة أو تتوقع رداً، حتى لو كان محتوى الرسالة بلا كلمات، مثل مشاهدة أو تفضيل، وحتى لو كان هذا لا يستبطن وصلاً حقيقياً.
كنتُ أقول لدلال أن جزءاً كبيراً من فهمك للتخلي يتحصل لك عبر تاريخك، وبهذا يكون تاريخك مكوّناً أساسياً لفهمك للتخلي؛ ذلك أن الدنيا مُصمّمة على الفوات ..