بشكلٍ ما، أشعر أن أزمنة الانتظار هي أزمنة لزرع النفوس أو الزرع فيها، وهل يتأتى زرع دون حرث وتقليب ورياح ولُبْث؟
في المحكية نقول: “زرعني فلان”، إذا أطال انتظاري.
تدوينات قصيرة جداً
تُقرأ في دقيقة
سيؤذيك أن تُحجم عن الحب أكثر مما يؤذيك أن تتعرض له.
ذلك أن كل ألم من جهة وصل منطوٍ على محبة صادقة ومستحَقة هو ألم عافية. فإذا خُيّرتَ فاختر، دائماً، أن تكون في طريق محبة.
كانت إحدى الصديقات تقول أنها إذا صرخت في وجه طفلها أو علا صوتها عليه تقول له:
– آسفة ماما، ما كان لازم أفعل هذا.
– عادي ماما.
– لا ماما، مو عادي، أبداً أبداً موعادي.
كلنا يقضي وقتاً طويلا، طويل جداً، ومبالغ فيه أحياناً، على الموبايل. وأنت، في الحقيقة، لو تفحّصت، لوجدتَ أنك إنما تتحرى رسالة أو تتوقع رداً، حتى لو كان محتوى الرسالة بلا كلمات، مثل مشاهدة أو تفضيل، وحتى لو كان هذا لا يستبطن وصلاً حقيقياً.
ظلّت نظرتي إلى نفسي في علاقتي بالجموع والزخام وضجيج الحياة “الطبيعي” مشوشة حتى أتممتُ هذا الكتاب.
كنتُ أقول لدلال أن جزءاً كبيراً من فهمك للتخلي يتحصل لك عبر تاريخك، وبهذا يكون تاريخك مكوّناً أساسياً لفهمك للتخلي؛ ذلك أن الدنيا مُصمّمة على الفوات ..
كنت أقول لدلال أن جزءاً كبيراً من فهمك للتخلي يتحصل لك عبر تاريخك، وبهذا يكون تاريخك مكوّن أساسي لفهمك للتخلي؛ ذلك أن الدنيا مُصمّمة على الفوات، فبقَدْر مرور الأيام يتكرر الفواتُ كتجربة جديدة في كل مرة، وبهذا ينسكب التخلي فيك كممارسة، لا يمكن تجنّبها، بِقدْر ألمها معناها.
الأمر الثاني أن الأشياء بِقَدْر ما اتّخذتها هويةً يشُقّ…
كنتُ -عُمْرا طويلاً- أرى بأن التسامح هو الأصل في العلاقات، ثم صرت أرى أن المسافة هي الأصل.
مسافة الأمان التي تمنحك وقاية مما قد يتطلب التسامح لاحقا.
كنت إذا أجلس على طاولة مقهى في العاشرة من صباح يوم من نهاية الأسبوع، يأتي رجل مسن، يرتب الصينية على الطاولة لتتسع لكوبه هو وزوجته، ويجلس أو يدعوني لطاولته، ثم يعطيني رقم موبايله دون أن أطلب، ويرسل رسالة في صبيحة كل سبت: “سنكون في شرفة المقهى بعد ساعة، لا تتأخري”.
مِن أين لك كل هذا النُبل؟
– رزقٌ من الطين؛ جينٌ مبارك، ورزق من السماء ..