هناك نوعٌ من الأسفار … “تُجمع” الروح … في محرابها … “وتُقْصَر” … في زواياها …! وبعضُ المدائن … كأميراتها : “تَصلُحُ للمعالي” … “وَتَتيهُ تِيْها” … -كما قالت عن نفسها ولّادة بنت المُستكفي أميرة الحب الأندلسية : “أنا -واللهِ أَصْلُح للمعالي وأَمْشِي مِشْيَتي وأَتِيهُ تِيْها” أ هكذا هي “الأندلس” … ؟! مدينةٌ … “يموتُ فيها القلب … ثم يُبعث من جديد” …كما قال عنها أحد زائريها …! في الرحلة إليها أنت لا تصل … لأن التجوال في مدائنها سَفَر …! الأشواقُ فيها … تفوقُ الأشواقَ إليها …! مدينة تصلح كتاباً تاريخباً … مُعتَكَفاً روحياً … وسياحة ساحرة … زيارتها -على ما تُثيره من شجن- تطهيرٌ من كل أوهام المستحيل … وانكسارات العَدَم… مازالت وفيةً لِعَبق العز … لائقة بالظفر … تخبئ في زواياها مواعيد الوَصْل … هكذا يجبُ أن تُقرأ الأندلس كمدينة … وهنا قراءة أندلسية … في صفحة السحر والسفر …
هنا رحلةٌ شبابية ثقافية حضارية … تحكي حكاية الأرض لإنسانها … لا أعرف عنها -أي الرحلة- … إلا ما تحكيه “سعاد” بذات الانبهار منذ عام … عن روعة الأندلس إذا قرأناها كـ وطن …! وعن متعة السياحة … إذا ركبناها كـ فكرة …! و عن سخاء الأرض … إذ مشينا في مناكبها … نستلهم رَوحانية السماء …! هنا نموذجٌ مُلهم …!