كنتُ على مسافة بُحورٍ حين قلتُ -عفواً- لأمي: “يمة قلوبي تعوّرني”.
ما كنت أعرف حينها لِمَ جمعتُ (قلب)، واعتبرتُها زلة لسان. غير أني أدركت الآن أنه بقَدْرِ ما تتمدد المسافات يورِثك هذا رهافة في حِسِّك، يتضخم معها معنى الوصل عندك، وأثره فيك.
هل تعرف ميزان الذهب؟ الوصل مِن ذهب.
تعلمك هذه الجائحة، فيما تعلمك، على الانتقاء. أنت الآن محدود في مساحات وصلك، وكل وصلٍ مُنطوٍ -بشكل ما- على قدرٍ، ولو ضئيل، من مخاطرة، فأنت الآن تنتقي وصلك، ويعرّفك هذا مَن تُحب ومَن تريد، ومَن في وصلهم عافية لروحك، ومَن “إذا مَرِضنا أتينا[هم] نَعودهم” .. أو إذا مرض العالم.