أمس كنت أقول لصديقة أن ساعة الراحة “إنجاز”، وألا تدفع نفسها لفعل ما يثقل عليها.
وأن أعظم إنجازاتك، في بعض أوقاتك، أن تكون هادئ النفس، وأن السعي -في كثير من الأحيان- معنى روحاني محض تكفي فيه النية وحدها.
وأنّا كثيراً ما تكون أعظم إنجازاتنا في سكون أنفسنا، لا في الحركة الدائبة، وألا تدفع نفسها إلى “الإنجاز” حين لا تؤتاه، فتكون مثل مهرة تجرّ عربة لا عَجَل لها، فيثقل على نفسها هذا، مما قد يؤدي إلى “ضجر النفس” -بتعبير الغزالي-.
وأن نفوسنا مراكبنا، هل تتعاهد بالتلطف مركبك؟
وأن السكون يؤتيك من المعنى مالم يؤتك إياه السعي، وأن قيمتك لا تكون بمحض إنجازك، وإنما بما يتحصل في نفسك من معنى في طريق سعيك للإنجاز.
وأن لا تُفرد ورقة وقلماً في كل مرة تحاسب فيها نفسها أو تقيّم أداءها في الحياة.
وأني إن كنت قد سمعت في آخر شهر كتابين صوتيين، فإني لم أفتح audible تطبيق الكتب الصوتية لثلاثة أشهر وأن المقالات التي قرأتها هذا الأسبوع كانت محفوظة في مفضلتي من 2017. وأن اللابتوب منذ بدأت الأزمة لم يوصل بالكهرباء، وأن … (أشياء لا تقال إلا بين الأصدقاء). وأني قد مررت بحبسة كتابة امتدت لسنوات، قبل أن تُغلق المقاهي وينفتح لي من الكتابة باب.
أقول هذا دائماً، لا أمل، ولا تمل هي من مجادلتي في قيمة “الانجاز”، أنه يشكل مشاعرها تجاه نفسها.
وأن ما يؤذيها يؤذيني.
1 Comments
مريم
الله عليك يا حصة! اعتزل ما يؤذيك ممكن نقول ؟ لان قد تكون الكتابة أو القراءة أو اللقاء ذلك ثقيل على النفس أو الذهن وبدنك عليك حق. بس مشكلة اذا البقاء في منطقة الراحة يطول لازم نشوف قريبا لوسمحتي