لا، مو “حساسة“. ولكن الكلمات رماح، وتَواليها يخرق القلب، وَرتقُه غير متأتٍ على كل حالة.
نفوسنا
نظراتٌ في النفس، تعبيرٌ شفاف عن بعض أحوالها
أن يتعافى الإنسان من ندوب طفولته، ويستبصر آثارها في روحه ونفسه، فتلك رحلة مقدسة، وهي جديرة بما تأخذ، حتى وإن كان مداها العمر كله.
يورثك ما تواجهه من ألم في الحياة ليونة في داخلك، وحساسية تجاه كل ألم، وهذا من ألطف الأرزاق وأعظمها.
على مدى التاريخ الإنساني كله، كان الإنسان”العادي”، الذي يرعى مسؤولياته، ويؤدي ما عليه، في صِلته مع ذاته ومع الآخرين،كان هو دائماً الإنسان الناجح والصالح (المكتمل). لسببٍ ما، لا يبدو هذا، كله، كافياً اليوم.
هذه الأشياء”الصغيرة” لم تعد كافية، وصار عليك أن تتحصّل على مجموعة إضافية من الأشياء والإنجازات وتُراكِمها لتثبت جدارتك، في هذا الزحام.
أمس كنت أقول لصديقة أن ساعة الراحة “إنجاز”، وألا تدفع نفسها لفعل ما يثقل عليها.
وأن أعظم إنجازاتك، في بعض أوقاتك، أن تكون هادئ النفس ..
“إن هذا لَكثيرٌ على روحٍ واحدة، وإنّ روحاً مرّت بمثل هذا وتجاوزته لبطلة”.
في صلاة العيد، الإمام يخطب، والحلوى تدور، والأطفال يلعبون، وفجر المدينة ينسكب، فاجتمع كلّ ما فيّ من شتاتٍ وشوق، فبكيت..
وبجواري سيدة، من الجزيرة، تدير الحلوى والقهوة على صاحباتها، وهي تنتقد من يبكي في يوم العيد؛ أنه يوم فرح، بصوتٍ يتطاول إليّ، وليس من يبكي في الصفّ سواي.
كان أحلى ما في أيامنا الجلسات مع صديقات الصور، التي أخذْنها على غفلة، الدموع التي سالت في مكان عامٍ، بلا أَبَهٍ بالحاضرين. ولازال في طاولات المقاهي مُتسع، وفي الوقت فسحة، وفي الأحباب بقية، وفي القلب كلام. مازال في الزمن -رغم كل شيء يحدث حولنا- فُرجةٌ ينفذ منها فرح حقيقي وعميق، وحب نافذ يغيّر رؤيتك للعالم،…
لا، مو "حساسة"، ولكن الكلمات رماح، وتَواليها يخرق القلب، وَرتقُه غير متأتٍ على كل حالةثم أن كان بِدء الأمر في قلبي أن شعرتُ، من إثر هذا، بانكسار مع هوان، ثم كان غضباً متجاوزاً، ثم لا مبالاة فائقة.
ثم استعلاء نفسي، ثم شفقة صادقة، ثم لاشيء.
ثم تفهّم يؤدي إلى العذر، ثم أن زال هذا كله…