في الغربة، علّمني الغرباء أن أتحدث إليهم، أن أطيل أحاديثي معهم.
كنت إذا أجلس على طاولة مقهى الساعة العاشرة من صباح يوم من نهاية الأسبوع، يأتي رجل مسن، يرتب الصينية على الطاولة لتتسع لكوبه هو وزوجته، ويجلس أو يدعوني لطاولته، ثم يعطيني رقم موبايله دون أن أطلب، ويرسل رسالة صبيحة كل سبت: “سنكون في شرفة المقهى بعد ساعة، لا تتأخري”.
تواعدني عجوز, لم يسبق لي معها لقاء، في مقهى قريتها التي تبعد ساعة عن مدينتي، نجلس أنا وهي في المقهى الوحيد في القرية، ونتحدث ساعة، ثم- إذا فرغت أكوابنا- يقوم إلينا الوحيد الجالس في المقهى غيرنا، يقوم إلى طاولتنا، يجعل وجهه في مستوى نظر الجالس على الطاولة، ليقول لي: “تبدين غريبة عن هذه القرية، أهلا وسهلاً بك دائماً في قريتنا”.
إخفاء التعليقات