صهيب مرة قال لي: “أنتِ فيلسوفة بالفطرة” لم أكن قد قلت له شيئاً يوم إذ، ولم ندخل في نقاش.
كنا في سفر طال أسبوعاً، قضينا ثلاثة أيام منه وكلّ منا في مدينة، يومُ للمطار، وما بقي لنتشاركه: ثلاثة أيام.
– وين بنتغدا؟ – بامر هارودز؟ – لا المشي عقب، أوّل باروح آخذ الجوتي. – المطعم يبيله حجز؟ – لذيذ
لا أذكر أنّا قلنا كثيراً غير هذا، وكانت رحلة حلوة.
في المطار، وقفنا ساعة في طابور استرداد الضرائب، وجوه ملونة بلون طينة الأرض الشاسعة، وحقائب تُفتح ليكشف عن محتوياتها، أشياء كثيرة، وأزياء ملونة، وأنا أُدير وجهي في الوجوه والأزياء، وحقائب السفر التي تفتح للتدقيق كل مرة.
على مقعد الطيارة، حين صارت في السماء، التفت إليّ صهيب ربع التفاتة، وكأنه ينظر إلى شيء أمامه: “أنتِ فيسلوفة بالفطرة”.
شعرت أني أريد أن أفتح حزام المقعد، وأقف أمامه وأعقد ذراعيّ: – لحظة، متى قلنا شي؟ وشلون حسيت أني “فيلسوفة“؟ – لا ما قلتي شي، بس أنت فيسلوفة چذي بدون شي.
لا أدري إن كان هذا يزعجني، أو يحرجني، لكني أعرف أني لم أختر كيف أتلقى الأشياء، وكيف يقع وعيي بها أوتأثيرها علي، وأني شخص يتلقى المعرفة في شعوره أولاً، ثم أني، فوق موقفي الشعوري من المعرفة هذا، شخص تعبيريّ، وأنّا نكتب لنتخفف، وأني كما قال محمود شاكر:
أيُها القارئ: أُصارحك بأنّي ما كتبتُ قط إلا لنفسي وحدها، ثم لا ألبث أن أعرض عليك ما أكتب، لا لأعلمك أو أنفعك، بل لتعرف كيف يفكر الإنسان مثلك!
ممتنة للمروركم هنا :)