- اسم الكتاب: الناس في المآزق: علم دلالة التسويات الشخصية
- اسم المؤلف: ويندل جونسون*
- الناشر: Harpers and Brothers – New York
- سنة النشر: 1946
- عدد صفحات الكتاب: 532
يمكن أن يقسم هذا الكتاب إلى جزئين، في أول 239 صفحة منه، يبين نظرية علم الدلالة العام، وفيما بقي من صفحاته يناقش المشكلات التي يواجهها الناس في المآزق.
يستعرض الجزء الأول من الكتاب المفهوم التقليدي لعلم الدلالة العام بوصفه نظاماً غير أرسطي non Aristotelian للتفكير. يحتوي هذا الجزء على فصلين رائعين: “Never The same River[1]“، و”Science and Personality’’ (العلم والشخصية)، وفيما سوى ذلك يتتبع الكتاب طريقة علم الدلالة العام في النظر إلى أرسطو على أنه “الشيخ” Old Man الشرير، ويقدم كورزبيسكي على أنه المنقذ بالعلم.
يُنتج هذا التوجه نمطه الخاص من الصعوبات: الأول، ما يقوله جونسون عن تداعيات أرسطو يقلُّ أن يعتبر رأي دقيق عند تلاميذ أرسطو الذين لهم عناية بأعماله، كونه رأي مستمد من مفهوم كورزبيسكي. الثاني: معرفة كورزبيسكي الغرّة غير المتصلة، بتاريخ الأفكار، -على أنه رياضي ممتاز- كثيراً ما تنعكس في تفاصيل معالجة جونسون. على سبيل المثال: ادعاء كورزبيسكي بـ”اكتشاف” تعددية في المصطلحات، قد نقلها عنه الكاتب دون علم منه (أي الكاتب) فيما يبدو، بأن هذه المصطلحات ومصطلحات دلالية عامة كان قد سكّها ووجدت في نطاق واسع عند الهيلينية التجريبية التي وضعها لوك، وكان قد استعملها بوسانكيه وآخرون عندما برز كورزبيسكي في هذا المجال. مرة أخرى، تبعاً لكورزبيسكي يعيد جونسون الغلط التاريخي بأن أرسطو قد جادل في عدم وجود معدل موحد للأجسام التي تسقط سقوطاً حراً، بينما قراءةٌ لمؤلفات لين كوبر قد تجعل كل من يحاول تخليد هذه الأسطورة يتأنى.
الثالث: محاولة ربط التفكير بنظام واحد تدفع بالكاتب إلى انتهاك نظامه هو، ذلك أنه اعترض على اتخاذ موقف (إما – أو)، ثم جادل لاحقاً بأن العالَم إما أن يكون عالَم علمي أو يكون عالَم القرون الوسطى (ص 56، 167). ومع انه قد تكررت منه تسمية أرسطو بـالشيخ “Old Man” الشرير فهو مجبر أكثر من مرة أن يستخدم مفاهيم وطرق methods أرسطية كما في استخدامه مربع تعميمات، مع حقائق (ص 38-39). متبعاً كورزبيسكي، حذر الكاتب من خطر استخدام (is) وصيغها في تعريف مشاعر باطنة بواقع ملموس، قائلاً “إنه[2] [كذا] يدل على وعي أكبر بالإسقاط، لو أنك استبدلت بـ is بمصطلحات من مثل: يبدو seem، ويظهرappear، وغيرهما.”؛ ولكنه في هذه الصفحة نفسها (64) يجد أنه من الضروري أن يستخدم صيغ is دون أن يستبدل بها مرة يبدو seem، ويظهرappear، وغيرهما.
غير المتخصص في علم الدلالة سيجد هذه محاولة لحصر كل شيء في ما هو واحد، ليست أقرب للنجاح من محاولة بيركلي، وليست تَقْرُب من مما حققه توماس الأكويني.
لكن الجزء الثاني من الكتاب من عمل جونسون نفسه، غير مقيد بكورزبيسكي، ولا محاصر بأرسطو. صحيح أنه استخدم مصطلحات علم الدلالة العام لكنها مصطلحات مفارِقة non inherent[3]
بوسع القارئ أن يبدأ من ص 243 ويقرأ الكتاب دون أن يعتريه شعور بأنه قد فاته شيء من الكتاب ضيع عليه فهم ما يقرأ، وإذا كان له ذلك، سيجده كتاباً رائعاً.
في فصل “The Language of Maladjustment” (لغة عدم التوافق) ستجد كل الناس الذين عرفتهم في حياتك، وبقراءتك لهذا الفصل ستفهمهم بطريقة أفضل. الفصول التي تتناول التسويات[4] الأساسية والشائعة قد كتبها جونسون نتاج خبرته الواسعة؛ فقد كتبت ليقرؤها الأزواج والزوجات، الآباء والمعلمون، والحلاقون. الفصل الذي يتناول التلعثم والتأتأة، بعنوان “The Indians Have no Word for It” (ليس عند الهنود كلمة لها) قد يكون أهم ما قد كُتب في هذا الموضوع على الإطلاق، وهو فصل جدير بأن يكون كتاباً وحده. لا يمكن لأحد أن يقرأ هذا الكتاب دون أن يتأثر به، الناس الذين في مآزق سيجدون فيه ضوءاً، والذين ليسوا في مآزق سيجدون فيه فهماً لمآزق مَن هُم في مآزق.
* وينديل جونسون طبيب نفسي، أخصائي نطق، درّس في جامعة State University of Iwa
المصدر:
The Journal of Social Casework, Volume: 28 issue: 3, page(s): 118-118
Issue published: March 1, 1947
Western Reserve University Cleveland, Ohio
[1] ذلك عنوان لفصل في الكتاب، وهو جزء من مقولة لهرقلطيس، ذهبتْ مثلاً، يراد به أن التجارب متفردة وإن تكررت الحوادث، فأنت قد تمر على “النهر” مرتين، فلا يكون لك به نفس التجربة أو الخبرة التي اختبرتها سابقاً. (المترجمة)
[2] هو هنا يستخدم is (المترجمة)
[3] المقصود ليست لها دلالات ذاتية أو مباشرة، وإنما قدد يفهم القارئ العادي هذه الدلالات من السياق. (انظر: رمزي البعلبكي، معجم المصطلحات اللغوية: نعت مفارِق) (المترجمة)
[4] يهتم الكتاب بدراسة كيف يتخارج الناس من مآزقهم باللغة، فالتسويات المقصودة هنا هي تسويات لفظية عموماً، أو تؤدي اللغة دوراً أساسياً فيها. (المترجمة)