كل عام وأنت بخير، ملثّم ما أماط لثامه.
كل عام وأنتم بخير، حرس الحدود لم يلتفتوا إلى الوثائق، لم يطلبوا الجوازات: “يا الله حيّهم، يا هلا ومسهلا”.
كل عامٍ وأنتَ بخير، المضيف الأول: بوعطيش، مدّ قماشية عند محطة البنزين في الخفجي: “يا هلا فيكم، بوعطيش يحييكم”، عليها رقم هاتفه وعنوان بيته.
كل عام وأنتم بخير، آل المزيرعي: استقبلنا رعد المزيرعي عند الخفجي، وأسكننا بيته في الرياض شهراً، نزل هو عند أخته أمل، وذهبت امرأته عزيزة المزيرعي وأبناؤه إلى أهلها في الدمام.
كل عامٍ وأنتَ بخير، بدويّ ترك وِجهته وراءه، وانصرف إلى وِجهتنا، قائلاً: “اتبعن”، يدلّنا على الطريق.
كل عامٍ وأنتم بخير، الهلال الأحمر الإماراتي والقطري: سيارات (جيب) حمراء، وشبابٌ يترجّلون، يطلّون من نوافذ السيارة، ضاحكين، مرّحبين، مغيثين: “معكم حامل؟ معكم مرضع؟ في رضيع؟”
كل عامٍ وأنت بخير، عمي عبدالرحمن، ترك (هاتف السيارة) عند الحدود، ليصطف العشرات طوابير يُطمئنون أهاليهم بسلامة الوصول.
كل عامٍ وأنتم بخير، شبابٌ في أحياء الرياض، كلما وجدوا بيتاً عنده سيارات لوحاتها كويتية، تلثموا، ودفعوا بأكياس الطحين والرزّ و(حليب السعودية) إلى (حوش) المنزل وهربوا.
كل عامٍ وأنتِ بخير، الأبلة التي بكت في مدرسة في الرياض، يوم غنّت طفلةٌ -تستعرض موهبتها في حصة احتياط- أغنية عبدالرحمن العقل في مسرحية (السندباد البحري) :
“بلادكم حلوة حلوة .. بس الوطن ماله مثيل”، وهي لا تعي معناها.
كل عام وأنتَ بخير، خالي سليمان، يقطع الطريق إلى الرياض في أول فرصة سَنَحت بعد التحرير، ليستعير كتب عامنا الدراسي، يعود بها إلى بناته يدرّسهن (تدريساً منزلياً) في سطح المنزل.
كل عامٍ والخليج ماؤه عذب، كل عامٍ وأوطاننا تتشبه بنا، كل عامٍ والكويت تعود، وكل غائب يعود.
1 Comments
مريم الخزام
لحظات من أيام الغزو منحوته بالذاكره، نستذكر بعضها عند مشاهدة اخوتنا في غزه المكلومه. عسى ربي يفرج هم وغم كل أمة.