يورثك الفقد الذي تواجهك به الحياة رهافة تجاه وجود الأشياء، وتورثك القسوة تقديراً للطف واستشعاراً لإشاراته، ويورثك المنع امتناناً للحظة العطاء.
يعطيك هذا مقياساً آخر لما تتلقاه في حياتك من ألطاف وإشارات، لو أنك تيقظت لها، ينبهّك لما لا يُرى بالعين المجردة من المعاني، ولا يقاس بالكم، ولا يُسجّل في الدفاتر.
وقد يأخذك هذا إلى مسلك من مسالك الحياة تقلّ فيه الأشياء حيناً وتكثر فيه المعاني أحياناً كثيرة، فلا تخف، ولا تحزن. فعطاءات الأنبياء كانت مؤجلة.
والحياة ليست زمناً يقاس بالموت**، وإنما الحياة هي ما نزرعه هنا لنحصده هناك،
والانتظار إيذانُ الحصول.
**بمعنى أن الموت نقيض الولادة، لا نقيض الحياة -بتعبير إيكهارت- لأن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة
**بمعنى أن الموت نقيض الولادة، لا نقيض الحياة -بتعبير إيكهارت- لأن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة