كانت إحدى الصديقات تقول أنها إذا صرخت في وجه طفلها أو علا صوتها عليه تقول له:
– آسفة ماما، ما كان لازم أفعل هذا.
– عادي ماما.
– لا ماما، مو عادي، أبداً أبداً مو عادي.
تقول أنها تريد أن تغرس في وعيه وفي شعوره معياراً واضحاً: ألا يقبل بأي إساءة (اعتداء)، لأي سبب، ومن أي أحد.
ذاك الذي مررتَ به “مو عادي”، ولو لم يخبرك أحدٌ بهذا.
وإذا كنت قد مددت ذراعك يوماً للأيام لتسحبك مما كنت فيه وتهربَ*، ثم شعرتَ أن ما كنت تريد أن تهرب منه قد ظلّ مثل حلقة ثِقَل في قدمك، فإن الوقت لم يفت على أن تفكك هذا وتخلعه.
* أي: معوّلاً على الزمن.