كنتُ -عُمْرا طويلاً- أرى بأن التسامح هو الأصل في العلاقات، ثم صرت أرى أن المسافة هي الأصل.
مسافة الأمان التي تمنحك وقاية مما قد يتطلب التسامح لاحقا، والتسامح، على أنه رحلة مقدسة، إلا أنها طويلة وتجترّ دائرة عريضة من مشاعر أولها الانكسار وأوسطها الغضب، تزول -هذه المشاعر إذا كتب الله لها أن تزول ولكنها تترك ندوباً، والندبة عافية الجرح، نعم، ولكنها -أيضاً- أثره الدائم.
المسافة التي نريدها لا مسافة تورث برودة في العلاقة ولكنها مسافة حنونة آمنة فيها مِن رِقة الحَذر، تستجلب القرب وتبارك المحبة.
إخفاء التعليقات