You don’t love because, you love despite; not for the virtues, but despite the faults.
William Faulkner_
مرّ بي هذا الاقتباس أول مرة في 2012 -أظن- وظلّ عالقاً في مكان ما في ذاكرتي. لم أكن يوماً أرى “المكافأة” من شيمة الوصل ولا من أخلاق المحبة، المكافأة بمعنى أن تفعل بقدر ما يفعل لك. حسابات الورقة و القلم هذه تصلح للتجار، لا للعلاقات الإنسانية. والمكافأة في العلاقات الإنسانية، تبني عليها جليداً يكسرها، وكنت أفضّل أن تسير العلاقات عفواً، وعلى أن يتسلل إليها شُح المساواة. نسيت لفظ هذا الاقتباس سنوات، وظل عالقاً برأسي شيءٌ مما أوحى إلي به معناه والتجارب، وهو -ببساطة-: أنك يجب ألا تحب أحداً بالرغم من كذا، ويحبك هو من أجل كذا. ولأن القلب لا سلطان عليه، فتنبه ألا تسعى إلى وصال أحدٍ “على الرغم من”، ويريد هو وصالك “من أجل أن”. ابنوا علاقاتكم على أرضٍ بياض، تصلح لِأن يُبذر فيها نَبْتُ الروح والعمر.وإن كان هو يريدك (من أجل) شيء ما، فعليه أن يمتلك بقدر ما أرادك من أجله، وإن كنت تسعى إليه (على الرغم من) أمر ما، فعليه أن يتحمل لأجلك بقدر ما احتملتَ. هذه المعادلة ليست مقصودة في كل العلاقات، ولا ينبغي أن تكون، إذ الأصل في العلاقات الوصل والعطاء والتباذل والرضا، ولكن لابد منها في العلاقات التي يُبنى أساسها على شروط أو نوايا غير مُعلنة تستبطن تحصيل المنفعة بوصفها الغاية من الوصل- لئلا يميل ميزان العدل والمكافأة.
تكلم عبدالوهاب المسيري عن العلاقات التعاقدية والعلاقات التراحمية أو المجتمع التعاقدي والمجتمع التراحمي في (رحلتي الفكرية).