هل اشتقتَ إلى سيارة صديق، تغني فيها بأعلى صوتك، أغنية تعبّر عن الحال، دون أن يسمعك أحد؟
أشتاق إلى سيارة هند، تزمر عند الباب في الرابعة عصراً، تريدنا أن نقضي أكبر قدر من الوقت، تفعّل وضعية الصامت في هاتفها، لئلا يقطع صغارها حكايتي التي تسمعها للمرة الرابعة، أستشيرها في كل مرة ولا أفعل، وتعيدني إلى البيت قبل دقائق من نهاية الوقت المسموح بالبقاء خارج البيت.
مشتاقة إلى سيارة منيرة، آتيها محملة بأكياس، وأثواب معلقة ،ولابتوب:
“لازم أقايس جوتي بالمرينا، وكلموني (زهرة) قالوا مرّي اليوم، بعدين نشرب قهوة ونخلص شغلنا بلانوتر البحر، ومنور عفية عفية خ نمر الخياطة بالسالمية لأن ماكو وقت”.
سيارة فاطم، كطاولة مقهى متنقلة، تصلح لمناقشة أهم موضوعاتك وأكثرها أولوية، عند باب البيت:
“يبة كاني برة، والله ما تأخرت”.
سيارات الصديقات نشتاق لكم كأكثر الأشياء في العزلة، ونكابر على هذا أو نتغافل عنه.