Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

حوارٌ … يُعيد ترتيب العقل …

أَ رأيت القلبَ الفارغ … يُسكب فيه الحنانُ على حين وَلَه …؟! أو هل رأيت الأمنيات المؤجلة … تَهطِل بها السماء … في ساعة فرح …! فالقلبُ -إذأ- هو قلبُ ذلك الشيخ … والأمنية المؤجلة هي البُشرى – على كِبَرٍ- بغلام … وهل أروى لقلب الشيخ في صيف العمر … من ربيع طفل … ينام صدره إذا تعب … أو يركب على ظهره إذا لعب … أو يعبث بعِذاره … في شغب …! ثم يهبه من شبابه … فيكون له به عمرأ … يعيد شباب العمر من أوله …! ويتّكئ عليه … ولا يعرف معنى الاتكاء على الابن … إلا من اعتاد أن يقطع الأيام … متكئاً على عصى …! وكأن السماء قد غارت … على قلب “الخليل” أن يتشاغل بغير خليله* …! فينزل الأمر السماوي … يراه الشيخ رؤيا … أن اذبح إسماعيل … والرؤيا وحي … والوحي أمر … وأمر الله نافذ … ومقام النبوة أهل للامتثال … وينادى الأب ابنه : “يا بُنَيّ” … – ولربما تكون أخر مرة ينطق بها… “بُنَيّ” …! ويُلقي النبي الأمر الإلهي … هل ألقاه بياناً إخبارياً ؟ … أو أمراً إجباريا …؟ لا … بل محاورة ومشاورة … يترك فيها الأمر للابن الشاب أن يقرر …! هكذا أمر السماء … في بيت النبوة … “انظر.. ماذا ترى !” … المحاورة … درس النبوة … الخالد … الحنون … الرحب … محاورةٌ … في أمر السماء …! فما بالها تغيب عنا في أمر الأرض …؟! المحاورة تلك الفكرةٌ … التي تسعى لِأن تؤهل المحاوَر أن يكون المشروع جزءاً منه … بدلاً أن يكون هو جزءاً من المشروع … المحاروة … الطريق السالكة … التي تَنْفَذُ فيها الفكرة … من باب القلب … والذات … المحاورة … خُلُق النبوة العالي … الذي تقف أمامه كل دروس “الاحتواء” موقف المتلقي من أستاذه : -” أ ترضاه لأمك …؟” … وينتظر النبيُ الجواب …! ويجعل الشاب المحاور -الذي جاء يستأذن في الحرام ، يسأل عن تحليل ما حرّم الله – … شريكاً في الفكرة … شريكاً في المبدأ … يرتقي بالذوق الإنساني الذاتي … إلى حدٍّ يصلح فيه أن يكون معياراً …للفكرة … ! المحاورة … تمنحك مساحات بيضاء من روح محاورك وعقله … بقدر ما تمنحه مساحات … من استماعك … المحاورة … قيمة تعيد ترتيب العقل … بعد أن تطيب النفس … المحاورة أمر إلهي … وسنة نبوية … حَضرت في عهد النبوة … في سياسات الحرب… وقرارات السلم … “وشاورهم في الأمر” … نزل القرآن بتأكيدها بعد “أُحد” … التي استشهد فيها سبعون من الصحابة … لأن الموت … هو موت الدور الفاعل … موت المعنى في النفس … ولأن الإسلام يبني -في أجواء المشاركة والحرية الفكرية- إنسانه … الذي هو روح المشروع الكبير …!

أضِف تعليقاً

اشترك في القائمة البريدية، تصلك آخر التدوينات.

Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates