Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

ليس وفاءً، بل ذاكرة نديّة

صديقاتي يقلن أني أتصف بالوفاء، وأنا -على وجه الدقة- لا أعرف ما الذي يعنيه هذا. لم يكن يجمعنا مجلس خشن فذكرتهن بَعده لأستحق هذا الوصف، ولم يقُطع بإحدانا طريقٌ ووصلناها، لم يحدث شيء من هذا، لذا، أشعر أني أتوه في معنى الوفاء، ويفلت مني المُحال إليه (المدلول) عندما يصفنني به.

أنا، فقط، أذكر أن منيرة عندما أصرّت أن تسحبني إلى البحر فجأة، وقد كنت على الشاطئ أحدثها فيما لا تريد أن تسمعه منّي، فرمتني في البحر، سمعتْ حصونة صراخنا من نافذتها، وأطلت علينا فرأتني في البحر، وفي ذات اللحظة فتحت دولاب ملابسها، وضعت لي ملابس ومناشف وحذاءً بديلاً، ثم تركتْ باب غرفتها مُشرعاً ونزلتْ، دون أن تنطق بكلمة عما رأته على الشاطئ.

و أن الخياط عندما أفسد ملابسي، قبل أسبوع من بداية بالعمل، حكَتْ أبرار لمنيرة القصة، على غير علمٍ مني، وإذ بمنيرة، في عصر ذاك اليوم عند الباب، تناديني، من الهاتف،: “طلعي، أنا برا، تروحين لخياط والسوق كله لك؟”.

وأن نورة حين كان منها ما رأيته تجافياً -وأنا إذ ذاك- في وِحدة وغربة، وقررتُ أن أوصد أبوابي دونها، لم تلبث أن قفزتْ من النافذة، وكان عندها مفتاح القلب.

وأن جنان (السيّدة) :) قد كان لها من خُلُق النبوة نصيب؛ أنْ ما قالت: “لا” قط، لم تُلْغِ خطة اقترحتها، ولا أزعَجها أن أفعل، ونحن إذ ذاك غريبان في بلادٍ باردة.

وأنا لا أفعل شيئاً حيال ذلك، سوى أني أحكيها قصصاً، أذكر تفاصيلها كما حدَثَث أول مرة، أفعل ذلك وأضحك، ثم أعود فأحكيها.

أضِف تعليقاً

اشترك في القائمة البريدية، تصلك آخر التدوينات.

Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates