Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

تَتَزَيّنُ … بِه …!

لا أدري لماذا تعيدنا البدايات أطفالاً … شعور “أولى ابتدائي” مازال يلازمني … منذ شهرين … كل يوم أقول ” بكرة يابنت تكبري وتصيري شطورة …” ويأتي بكرة … ويزيدني علماً بـ جهلي … في طريق العودة من الجامعة … في نهار تغرب شمسه في الرابعة والربع … بللني المطر كثيراً … عمداً خرجت من البيت دون مظله … تحت سماءٍ لها موعدٌ مع المطر لا تُخلِفه … لا شيء يشبه المشي تحت المطر … كأنه حوارُ مفتوح … مع السماء … ليتني أستطيع أن “أخلع نَعلَيَّ” … وأركض … حافية … تحت المطر …! لعل هذا كل ما أحتاجه … في نهارٍ … بدأ بصوت أختي سمية … التي تحاول أن تتقن دور المرأة الحديدية … للنهار السادس على التوالي … وزوجها “حمد” محتجز مع مجموعة من الشباب على خلفية اعتصامات سلمية في الكويت لمحاربة الفساد … لازالوا مضربين عن الطعام نهارَهم السادس …! لا أدري لماذا لا يحب هؤلاء القوم المطر … تعبتُ وأنا أحاول أن أُفهممهم أن السماء … عندما تمطر … فإنها تفتح أبوابها… لتستقبل أمنياتنا … ودعواتنا …! لا يهم … سأرفع أنا دعواتي وأمنياتي … تحملها غمامة … إلى أرض الوطن … تهطل هناك …! كانت محاضرة اليوم مفيدة … لكن لازال شعور أولى ابتدائي … يلازمني … وشيءٌ من نعاس … وتُبَرر “إيمان” … بلهجة حجازية مُحببة : “يختي احنا المبتعثين حياتنا مشقلبة … كذه دايماً … مرة المعنويات فووووق … ومرة تحت … مرة بنصير دكاترة وبنجيب الشهادة … ومرة بنلم أغراضنا ونرجع ديارنا …” …! وضحكتُ حتى هطلت كلُّ الدموع العالقة …! في محاضرة الساعة الثانية ظهراً… كانت تشارك بنقاش حيوي …فتاة إيطالية … لفت نظري رداؤها… كانت ترتدي بلوزة زرقاء … عليها شعار مسجد … قبة … ومنارتان … وكلمة (ISLAM) – أمّون … شوفي” …! وسلّمت عليها بعد المحاضرة … وأبديتُ اهتمامي … ببلوزتها …! فقالت : “أنا إسلامية …!” أدارت لي ظهرها … : “انظري …!”

وإذا مطبوع على ظهر البلوزة … بجوار صورة المسجد : أنا أؤمن … بالحق في حياة كريمة … أنا أؤمن … بعالمٍ أكثر عدالة … أنا أؤمن … بالقضاء على الفقر … أنا أؤمن … بالأعمال التجارية والمِهَن الشريفة… أنا أؤمن … بالمحافظة على الحياة … – وأسألها : أَ مُسلِمةٌ أنتِ ؟ – لا … لستُ مسلمة … أنا كاثوليكية … ولكني “إسلامية” … درستُ “القانون الإسلامي” … و”النظام الإجتماعي الإسلامي” … وشيئاً من فِقه … ياله … من دين …! لو أن له … من يحترف عَرْضَ فكرته … بإتقانٍ …!


“لقد مشى محمد ليزيح الظلام ويحطم طواغيت الظلم حيثما قامت… وقريش الحمقاء تحسب أنه بُعث لها وحدها، وأن مدى رسالته متسَع هذا الوادي، وأنه هاجر خوفاً منها، لذلك بعثت رسلها ينفضون الأرض ليأتوا به ويرجعوه إليها. يا لجهالة قريش، ويا للغرور السيئ ما يصنع بأهله! مَهْ يا قريش الحمقاء؛ إنك لا تعرفين من هو محمد ولا تدرين ما رسالته! مه يا قريش؛ دعيه يمر … إن في يثرب أنصاراً له ينتظرونه… إن وراء الرمال، في بلاد الظل والماء، شعوباً ترتقب مجيء النبي، قد علّقت به آمالها، ونفد في ترقّبه صبرها. إن وراء القرن السابع أمماً لا تزال في أحشاء الغيب تنتظر النبي… فهل حسبت قريش أن في الغار رجلين اثنين؟ إن فيه أمل الدنيا… فيه رحمة اللّه للعالمين … فيا لجهالة قريش حين تريد أن تمنع رحمة الله عن العالمين!” لـ علي الطنطاوي

أضِف تعليقاً

اشترك في القائمة البريدية، تصلك آخر التدوينات.

Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates